التدبر النظري

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

قال  تعالى :{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ }. ص : 29.

إن أهم ما ميّز الله سبحانه به المؤمن أن فتح قلبه لاستقبال نور القرآن وبصائره وتدبر آياته، ولم يجعل قلبه مقفلاً وموحشاً ومظلماً :{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }. محمد : 24. وهذه الأقفال لا يمكن فتحها إلا من خلال عملية التدبر والتمعن في الآيات القرآنية بهدف إخضاع النفس لمتضمّنها والتأثر القلبي بمحتواها، وبطبيعة الحال يتوقف ذلك على المعرفة بأصول وأسس مفهوم التدبر ، فالحكم على الشيء فرع تصوّر ذلك الشيء، وبناء على ذلك كان كتاب >التدبر النظري< يمثّل أصول المنهج العلمي لعملية التدبر مستعرضاً أهم المسائل ذات الصلة كقواعد التدبر وأصوله وأقسامه ، فالكتاب الماثل يعتبر من أهم المدوّنات في علم أصول التدبر والتي قلَّ نظيرها، فلكل علم أصول وقواعد تحكم موضوعاته ومسائله ومن دون وجود تأصيلات جذرية ترسم معالم المنهجية التدبرية في القرآن لا يمكن أن يصل القارئ إلى الأهداف التي حدّدها القرآن ودعا إليها من خلال التدبر في آياته، كما أن الآثار الوخيمة التي حذّر منها القرآن لا يمكن الابتعاد عنها وتجنّبها  إلا من خلال التدبر والنظر في عواقب الأمور .

مدرسة تدبر القرآن الكريم العالمية