دروس في علم الاخلاق

بسم الله الرحمن الرحيم

هناك بعدان في كل إنسان : بُعد مادي وبُعد معنوي، فالبُعد المادي يتمثّل بالجسد والبُعد المعنوي يتمثل بالعقل والروح والنفس، وكلٌّ منهما يحتاج إلى غذاء وعناية، فالجسد غذائه الطعام السليم ، وإن إدخال الطعام الفاسد مما يلحق أضراراً كبيرة بالجسد ويسبب في اعتلاله ومرضه، وغذاء العقل العلم وغذاء الروح والنفس هو الأخلاق والسلوك، وإن إدخال الأخلاق السقيمة مما يفسد النفس والروح. وجوهر الإنسان وحقيقته ليس في جسده وإنما في روحه ونفسه، فالأخلاق هي جوهر الإنسان وهي التي تحقق معنى الإنسانية فيه، فالإنسان من دون أخلاق يتحوّل إلى وحش كاسر والمجتمع الذي يفتقد القيم الإنسانية والأخلاقية تتحوّل حياته إلى حياة الغاب لا يشعر فيها الفرد بالأمان ولا يعرف طعم الاستقرار والراحة . ولكل مجتمع وأمة أخلاقها وعاداتها وأفضل القيم الأخلاقية التي عرفها تاريخ الإنسانية هي الأخلاق الإسلامية التي صدع بها نبي الإسلام وتجسدت في سلوكه حتى عرف بينهم بالصادق الأمين، وقد قال’ : >إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق< وهذا يعني أن لعرب الجاهلية أخلاق ثم جاء الإسلام وأقرّ بعضها وهذّب أخرى وأضاف إليها بعض القيم الأخلاقية السماوية التي تسمو بالنفس البشرية وترتقي بها في مدارج الكمال والجمال، حتى عرف الإسلام بأنه التعامل وفق القيم الإنسانية والأخلاقية ، وقد أكد أئمتنا الأطهار ^ على أهمية الدعوة إليهم وإلى الإسلام بغير اللسان، أي: بالعمل والسلوك الأخلاقي الذي يعبر عن عمق التربية والتحلّي بمكارم الأخلاق.

والكتاب الماثل هو دروس أخلاقية عملية تسهم بشكل كبير في بناء شخصية الفرد بالعناصر النفسية والأخلاقية والإسلامية وتعين الطالب على الالتزام بمكارم الأخلاق.

مدرسة تدبر القرآن الكريم العالمية