التفسير الموضوعي

المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

يعتبر التفسير الموضوعي من أهم المناهج التفسيرية العلمية وأقومها وأسلمها حيث دعا القرآن إلى اعتماد هذا المنهج في فهم مرادات القرآن وتفسير آياته وعدم تجزئة الآيات ذات الموضوع الواحد قائلاً: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} سورة البقرة: ٨٥ . لأن القرآن يهدف إلى تحقيق موضوع واحد وهو هداية البشرية من خلال رسم معالم نظريات في مجال الدين والحياة من خلال آياته المترابطة في موضوعها كشبكة عنكبوتية لا يمكن الفصل بينها ، فإن استنتاج النظريات القرآنية وتأطير الموضوعات المستحدثة يعتمد على وجود تفسير موضوعي لآيات القرآن، وآيات القرآن تصدق بعضه بعضاً وتفسر بعضه بعضاً ولا يمكن الأخذ ببعض آياته لتكوين فكرة أو رؤية بمعزل عن سائر الآيات ذات الصلة، فمثل هذه المحاولات تعدّ تبعيضاً وتجزئة للوحة فنية رسم فيها منظر خلّاب متكامل ، على أن للتفسير الموضوعي معان مختلفة ليس بينها جامع إلا الاشتراك اللفظي وقد تكفل هذا الكتاب ببيان ذلك وغيره. وقد دوّنت بعض الكتب في التفسير الموضوعي وبيان أهميته وبيان أصوله وخصائه فكان منها هذا الكتاب المائل بين يدي القارئ اللبيب.

مدرسة تدبر القرآن الكريم العالمية