المقدمة:
قال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتْرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
تلبية للدعوة الالهية التي طالما اكد عليها سبحانه في كلامه المجيد و على لسان نبيه الكريم، و اوصياءه المنتجبين، حيث قال جل شأنه: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكَ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، فقد اشار سبحانه الى الهدف من انزال الكتاب المبارك هو التدبر و من خلاله يتغير السوك العلمي و العملي, فالقرآن الكريم مرجعية عامة في كل المجالات المادية و المعنوية و في كل محافل الحياة، ولذلك نجد انه سبحانه و تعالى قد حذر في آيات اخرى من الاعراض عن تدبر القرآن الكريم من قبيل قوله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا).
و اما الأحاديث فهي كثيرة منها عن النبي الأكرم (ص): و لا خير في قراءة لا تدبّر فيها. و عن امير المؤمنين(ع): (ألا لا خير في قراءة لا تدبر فيها).
فيلزم على كل مسلم ان يمتثل لدستوره السماوية و يطلع على مضامينه و ارشاداته و ما اليها من منطلق علمي رصين.
القائمون على المدرسة:
انبثقت هذه الحركة التدبرية بمستوى بسيط الى ان اصبحت -ولله الحمد- مدرسة من منطلق رغبة شخصية حصلت على ترحيب واسع من اطياف المجتمع الاسلامي بكل أقسامه حتى قام بعض الاخوات الفاضلات و الاخوان الكرام في رفد هذه الحركة وايجاد برامج معينة وعقد قسم اداري وقسم علمي واصبحت صرحا ببركة همتهم و مثابرتهم و لا يسعي الا ان نشكر كل المساهمين و العاملين على انجاح هذا المشروع و رفده و ابتهالنا لهم بالموفقية و السداد.
سبب تشييد مدرسة تدبر القرآن:
هناك عدة اسباب دفعتا قدما الى ايجاد هذه الحركة في تدبر آيات الذكر الحكيم ضمن آلية و منهجية معينة نذكر اهم هذه الاسباب:
- الأول: امتثالا منا للدعوة الالهية الحكيمة التي حثت علی تدبر آيات القرآن و التأمل فيها.
- الثاني: الحاجة الماسة للمجتمع الاسلامي في تفعيل المضامين القرآنية الرائدة و التي من خلالها يحصل التكامل و الرقي في المجال المادي و المعنوي.
- الثالث: ايجاد ثقافة قرآنية تدبرية في اوساط المجتمع الاسلامي بكل أطيافه و الفات الناس الى ضرورة هذا المضمار.
- الرابع: التحصن من الشبهات و افتراء التناقضات في آيات القرآن الكريم الحاصلة من الكافرين بغرض اضعاف العقيدة و ايجاد شرخ بين الامة الاسلامية و دستورها الرباني.
تاریخ ایجاد الحركة التدبرية:
بعدما لحاظنا الحاجة الماسة في ايجاد حركة تدبرية قرآنية في الأوساط العلمية و غير العلمية للأسباب المتقدمة و غيره قمنا بتوفيق من الله بإقامة دروس في الحوزات العلمية في قم المقدسة و باقي المراكز العلمية ضمن الية و منهجية خاصة لتدبر القرآن و كانت البداية في سنة ۱۳۸۲ هجري شمسي قبل خمسة عشرة سنة ثم تبلور هذا العمل و افرز بعض الكتب بنفس المنهجية بفضل ارشادات و مشاورات جمع كبير من العلماء الابرار ثم حصلت هذه الحركة -و لله الحمد- بترحيب واسع و اشادة كبيرة من قبل العلماء و المتخصصين في المجال القرآني و هذا ما جعلنا نتوسع في هذا العمل -و لله الحمد-.
تأسست هذه المدرسة عام 1439هـ في محافظة قم المقدسة قرب ضريح السيدة المعصومة (س) بهدف تثقيف و توجيه الناس نحو ثقافة التأمل و التدبر في القرآن الكريم و تخريج أساتذة و باحثين في مجال تدبر القرآن الكريم، حيث انها تحتوي علي اسلوب و منهجية مختلفة و جديدة.
أبرز الاعمال لهذه الحركة التدبرية هي:
- اولا: اقامة دورات مكثفة في تدبر القرآن ضمن منهجية معينة في قم المقدسة و في البلدان العربية.
- ثانيا: طباعة بعض الكتب و المقالات في هذا المجال التدبري و نشر هذه المنهجية في الاوساط الاسلامية.
- ثالثا: تخريج بعض الاساتذة و الباحثين في دائرة تدبر القرآن الكريم و مزاولة اعمالهم التدريسية و البحثية ضمن هذه المنهجية.
الاهداف من مدرسة التدبر:
هناك جملة من الاهداف المرسومة لهذه المدرسة المباركة: و هي تعتمد بالدرجة الأولى على تخريج شريحة من الطلبة في مجال تدبر القرآن الكريم.
- الأول: تخريج اساتذة في مجال تدبر القرآن ضمن منهجية معينة ذات مراحل متعددة.
- الثاني: تخريج باحثين في آيات الذكر الحكيم ضمن الية و منهجية معينة و نشرها في الأوساط الاجتماعية.
- الثالث: تعويد الأذهان على القراءات التدبرية العميقة و الابتعاد عن القراءة السطحية.
- الرابع: نشر الثقافة القرآنية في النفوس و الأوساط الاسلامية لمحاولة تغيير السلوكيات الخاطئة على الصعيد الفردي و الاجتماعي.
- الخامس: تفعيل مضامين الايات الكريمة في التقنية المعاصرة.
مقر مدرسة تدبر القرآن الكريم العالمیة
بما ان مدينة قم المقدسة تتمتع بكثافة المؤسسات الدينية و المراكز و الجامعات العلمية و الدينية التي اضفت عليها طابع التجربة و مؤهلات النجاح سواء في الابعاد العلمية او الإدارية، بالإضافة الى ذلك انها حافلة بالعلماء و المراجع وأصحاب الاختصاصات المتعددة، و لم يكن ذلك وليد القرون المتأخرة بل تمتلك تاريخ عريق في هذا المجال، و تعاقبت عليها القرون و الدهور. مع كل ذلك تحتوي على عبقات روحانية تنبثق من قاطنيها الممتد بكريمة أهل البيت الله السيدة المعصومة (س) التي اخذت حيزاً واسعاً في ادبيات اهل البيت (ع) و ما لها من كرامات و ابعاد روحية. كل ذلك جعلنا ان نضع لبنة مدرسة تدبر القرآن في هذه البقعة المشرفة. فكان مقرها الأصلي و الثابت في قم المقدسة.
الهيكلية الإدارية للمدرسة:
لم تختلف مدرسة تدبر القرآن عن غيرها من المؤسسات و المراكز المقارنة في ابعادها و تنظيمها الإداري و العلمي. حيث تحتوي على اقسام إدارية و علمية و تعلیمیة و تخضع الى نظام اداري محكم، و فيه يتجسد النجاح بعد التوكل على الله تعالی.
أ- الاشراف العام:
الخطوة الأولى و راس الهرم يتمثل بالإشراف العام للمدرسة في ابعادها الإدارية و العلمية و التعليمية، و هي حالياً تتمثل بحجة الإسلام والمسلمين الدكتور السيد حسين الموسوي الصافي حيث ترجع الأمور في نهاية المطاف اليه و ينظر في ابعادها و أهدافها، و یشرف علی سیر العمل و النظام الإداري و العلمي و التعليمي، و من المؤهلات التي يتمتع بها المشرف العام التمرس في العلوم الدينية و التخصص في هذا المجال، و حامل لشهادة علمية عليا، و كل هذه المؤهلات فعلا متمثلة في المشرف العام المذكور أعلاه كما هو مبين في سيرته الذاتية.
ب- الإدارة:
الفقرة الثانية في بناء هيكلية المدرسة هو المدير الذي يقوم بمتابعة القوانين الصادرة و تطبيق المواد الإدارية و صياغة الفقرات التي ينبغي تشريعها و ادخالها في أروقة اقسام المدرسة، و أيضا تنظيم الخطوات المطلوبة و ان يحتوي على كفاءة إدارية، و بعد علمي في هذا المجال حتى يرفد المدرسة بما هو المطلوب و اللازم.
ت- القسم الاداري
القسم الثالث و المهم في أروقة و اقسام المدرسة و الذي يضفي عليها طابع الديناميكية و الحيوية و الشفافية هو عنصر القسم الإداري التي تتألف من أعضاء اصحاب كفاءة إدارية و تجربة في هذا المجال، حيث يقومون في تشريع القوانين اللازمة و المطلوبة للمدرسة ضمن آلية معاصرة منبعثة من النقاش و التصويت و ما شاكل ذلك، و ايضاً معالجة بعض الأمور الحاصلة في الأقسام او الصفوف و ما شاكلها، و هذا القسم يقوم بعقد جلسات متعددة في معالجة و مناقشة بعض الأمور الهامة التي تصب في صالح المدرسة و اقسامها، و من فوائدها الأخرى انها تبعد المدرسة عن الشخصنة و الاهواء الفردية، بل بتمتع العقول على مناقشة الفقرات و القوانين للوصول الى الحلول المرضية و القوانين الصائبة.
ث- القسم المالي:
من الأقسام الحساسة و المهمة في انماء و رفد المدرسة اللجنة المالية و التي تقوم في حسابات دخل موارد المدرسة و ما يليها من تبرعات و غيرها، و من ثم توثيقها و حسابها و تدقيقها، و بعد ذلك تقوم على مصروفات المدرسة و تدقيق صرفها، و ملاحظة فوائد ما تعطيه حيال ذلك، و ايضاً تحضى بالأمانة و المتابعة في كل ابعاد هذا الجانب. فكل مشروع يكون من اهم مقوماته القوة الاقتصادية و اهم مرحلة فيها التنظيم و الحفاظ على مواردها و توزيعها بالشكل الصحيح الذي يرفد اقسام المدرسة في الجوانب العلمية و الإدارية و التعليمية. فدور القسم المالي إضافة الى كل ذلك هو یشارك في تقدیر الأولویات و موارد صرفها.
ج- ورشة عمل:
من الأقسام المطلوبة في المدرسة هو قسم التعليم و شرح الخطوات التعليمية في المجالات المتعددة سواء كان ذلك للطلبة او للكادر الفني أو العلمي أو الإداري، و لا یقتصر نشاطها على الدروس الحضورية بل یتعدی نشاطها الی الدروس المجازية عبر شبكة الانترنت ضمن الية و برامج محكمة ليكون الطالب الذي ينظم الى هذه المدرسة او الكادر على دراية و معرفة في استخدام هذه البرامج و السير في الخطوات المطلوبة. فقسم التقنية يجري ورشات عمل و تسجيل الطلبه و تعلیم کیفیة التعامل مع اقسام المدرسة و نظامها.
ح- القسم العلمي:
من اهم الأقسام المهمة في هذا الصرح و التي تعد من الأقسام الأساسية و الضرورية في تركيبة المدرسة:
– لها اداور متعددة في المجال التعليمي و الاشراف.
– تشريع القوانين العلمية الخاصة في المواد الدراسية او في الاختبارات او نشاطات معينة.
– استقبال التساؤلات و الاستفسارات الخاصة و الاجابة عليها و تذليلها امام انظار الطلبة الافاضل.
و يمكن القول باختصار ان الجانب التعليمي و العلمي يقوم بالقسم العلمي و له اليد العليا في هذا المجال و له قانون منظم في مناقشة الأفكار و الرؤى و تلاقح الأفكار و عند نهاية المطاف يقوم بعملية التصويت في جملة من المسائل العلمية ليحصل على رأي الأغلبية و من ثم يسن هذا القانون.
القائمة الكاملة لأعضاء مدرسة تدبر
الهيكل التنظيمي لمدرسة تدبر

مدرسة تدبر القرآن الكريم العالمية هي إحدى المدارس التي تقوم بالأنشطة القرآنية بعد حصولها على المرتبة A (أعلى مرتبة على جامعة المصطفى(ص) العالمية).


بحمد الله تم انشاء دار نشر بإسم متدبر و ضمن تصریح رسمي من وزارة الإرشاد في الجمهورية الاسلامية الإیرانية في قم المقدسة و لها. عدة انشطة و فعاليات و اهداف منها طباعة الكتب الخاصة بالمدرسة و طلبتها او العامة سواء في تدبر القرآن و العلوم القرآنية ام غيرها مع تكفل التحقيق و التصحيح و التقويم و الاخراج اضافة الى التصميم و التغليف و استحصال الاجازة الرسمية لطباعة الكتب، و يتوفر لديها ايضا طباعة اوفست لاعداد النسخ الكثيرة و طباعة ديجيتال و طباعة الكتب و المجلات المصورة و الملونة بحسب الاعداد المطلوبة من المؤلف او المؤسسة، و ايضا يوجد فيها ترجمة الكتب الى عدة لغاة من العربي الى الفارسي و العكس و الى الانجليزية و الاوردو و الآذري. و كذا يتوفر فيها اصدار الكتاب الناطق ضمن استديو مجهز و تحويل الكتاب الى كتاب ناطق… كل ذلك ضمن كوادر متخصصة و برامج و قوانين محكمة في كل مجالاتها.